عيسى العوام مجاهد وغواص مسلم وليس مسيحيا كما اظهره المخرج - هذه الحقيقة تاريخية عيسى العوام كان غواصا مسلما وليس نصرانيا كما أدعى يوسف شاهين
=======================
ناس كتيرة للاسف إن لم يكن أغلبهم يستقي معلوماته ويبني ثقافته ويكونها معتمداً على وسائل الإعلام المختلفة وخاصة افلام السينما كما ان غير المتعلم او الجاهل ثقافيا يستمد معلوماته مما يقدم له دون فحص وتمحيص
وتلك مصيبة لأن بعض المهووسين او الحاقدين او الطامعين او الطابور الخامس الذى ينهش فى جسد الأمة يستغل ذلك الأستسهال فى تلقى المعلومات او الأمية الثقافية والدينية والسياسية لتمرير مايريد دون مساءلة ودون محاسبة لأن الجميع فى غفلة مما يدبر لهم .. والأخطر انه مما تعرضه الأفلام أفكار تهدم الدين و تشيع الفاحشة و تزين الرذيلة وترفض الفضيلة لتحقيق مآرب ماانزل الله بها من سلطان ..
ومن هؤلاء الذين وطنوا أنفسهم على محاربة كل ماهو إسلامى المخرج يوسف شاهين الذى خرج ذات صباح يهاجم آذان الفجر ويطالب بمنعه .. !
ان هذه ليست سوابق المخرج فقط فتهجمه على المعتقدات الإسلامية معروف ولكنه كان يفعل ذلك منذ زمن بعيد عامدا متعمدا للتزوير فى احداث التاريخ حينما اخرج فيلما عن الناصر صلاح الدين ذلك البطل المسلم الذى حرر المسجد الأقصى من ايدى الصليبيين وطردهم شر طردة من فلسطين والشام إذ قدم شخصية اسلامية حقيقية ضمن احداث الفيلم على انها شخصية مسيحية وكأنه يستكثر على المسلمين شخصية مثل عيسى العوام كان لها دورها البطولى فى الحرب على الصليبيين او لعله لم يجد اى دور للنصارى العرب فى الحرب ضد الصليبيين فسرق هذه الشخصية المسلمة وخلع عنها الديانة الإسلامية وألبسها ثوبا نصرانيا بأسلوب يذكرنا بحملات التنصير التى يقوم بها الفاتيكان والمنظمات التنصيرية المختلفة ضد المسلمين فى كافة الدول العربية والإسلامية !! ..
أنه البطل المسلم عيسى العوّام الذى قدمه شاهين على أنه نصراني يقع في حب فتاة صليبية كانت رئيسة لمجموعة من الجنود الهوسبيتاليين ممن كانوا يرافقون الحملة الصليبية على بيت المقدس .. يكلف هذا البطل بتوصيل رسالة إلى أحد الأشخاص في مدينة عكا أثناء حصارها من قبل الصليبيين فيكتشف أمره أثناء عودته فيجرح ويقع في البحر حيث ينتشله الصليبيون وكان هذا البطل يضع الصليب على صدره فعرفوا أنه صليبي عربي فحملوه إلى إحدى الخيام وهناك تلتقى به فتاته التى وقع فى حبها فتسهر على راحته حتى يتماثل للشفاء .. إلى آخر القصة كما رواها المخرج
ولم يكتف شاهين بذلك بل انه شوه الحقيقة وروج للرذيلة فى فيلم حربى يؤرخ لفترة تاريخية هامة من تاريخ المسلمين والعرب كما يؤرخ لسيرة قائد مسلم من افضل القادة المسلمين فى العصور الوسطى والذين تحاول المسيحية المتعصبة والصهيونية اليهودية النيل منه ومن سيرته حتى اليوم ممثلا فى تاريخه بتشويهه وفى احفاده ايضا انتقاما من الهزيمة التى الحقها بهم منذ اكثر من اربعة قرون
اما قصة البطل المسلم عيسى العوام فيرويها لنا القاضي بهاء الدين بن شداد في كتابه ( النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ( كما ذكرها أيضاً صاحب كتاب ( تذكير النفس بحديث القدس ) :
" عندما حاصر الفرنجة مدينة عكا صنعوا ثلاثة أبراج عالية جدًا يتألف كل برج منها من خمس طبقات حُشدت بالجنود وهي مركبة على عجلات ويتّسع سطحها لنصب منجنيق عليه واقتربت الأبراج من سور عكا وكان لرؤية الأبراج أسوأ الأثر في نفوس السكان ودخل الخوف قلوبهم لأن سقوط البلدة بيد الفرنجة أصبح وشيكًا ولكن قصة البطل المسلم العكي عيسى العَوّام الذى قام بما تعجز عنه فرقة جيش كاملة التدريب والاستعداد تعد من مفاخر المسلمين إذ تطوع هذا السباح المسلم بالسباحة من عكا إلى نقطة
على الشاطئ بعيدة عن معسكرات الفرنجة لينقل إلى القائد صلاح الدين صورة عن أحوال الجند والسكان فيها والضيق الذي يعانون منه بسبب حصار الصليبيين لهم وكان يعود إلى عكا حاملاً على وسطه الرسائل والتعليمات والأموال من السلطان إلى قائد حامية عكا وكان من عادته – حين يصل سالمًا إلى عكا – أن يرسل الحمامَ الزاجلَ برسالة إلى السلطان صلاح الدين يُعْلِمهُ فيها بوصوله سالمًا.
[color=violet]وكان عيسى العوّام يغوص في الماء تحت سفن العدو ويخرج من الجانب الآخر وذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة ذات العواصف الشديدة شدّ على وسطه الرسائل وثلاثة أكياس فيها ألف دينار من الذهب ودخل الماء وعامَ وغطس لكنه هذه المرة لم يصل إلى عكا فلم يرسل الحمام الزاجل كعادته معلنًا وصوله بسلام فاستشعر الناس هلاكَه وجعلت مجموعات من المواطنين تجوب الشاطئ يوميًا لكنهم لم يعثروا له على أثر إلى أن كان ذات يوم قذف فيه البحر بجثة رجل غريق ففحصوه وإذا به عيسى العوّام ووجدوا على وسط الجثة الرسائل وأكياس الدنانير الذهبية كاملةً غيرَ منقوصةٍ وتحدّث الناسُ في الأسواق والأئمّةُ في المساجد بأنه لم يكن هناك من أدّى الأمانة في حال حياته وحتى بعد إلا هذا الرجل وحزن الناس عليه حزنًا عميقًا." .
هذه هى حقيقة عيسى العوام كما ذكرتها كتب التاريخ فهو لم يكن نصرانيا .. ولا عشق ولا تدله فى جمال نصرانية ولم يجرح ولا التقطه الصليبيون كما صوره المخرج ولكنه اساء للنصارى من حيث لايدرى اذ اظهرهم بالمتعاطفين مع الصليبين وانهم لم يقتلوه بسبب ديانته النصرانية !!
ان هذا الفيلم يأتى وسط سلسلة طويلة من المغالطات التاريخية الفاضحة التى يحاول البعض بها طمس هويتنا الإسلامية عن طريق هدم كل الرموز المضيئة فى تاريخنا الإسلامى