سافرتُ يوما .. وظل القلب في بلديحاولتُ أنساهُ .. لكن خــــانني جلدي
أنساك يا مصرُ ؟ .. كيف القلبُ يسكنني
وكيف للروح أن تمضي عن الجسد ؟ !
أهــواك عــمــرا جميلا لا يفــارقني
وقـصـة من هوى تحــيـــا إلي الأبد
يا مصرُ .. يا قبلة العشاق .. يا وطني
كل الأماني مضت .. وبقيت لي سندي
في القلب نبضُ وفي الأعماق أغنية
مهما رحلتُ سيبقى .. القلبُ في بلدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعني وجرحي فقد خابت أمانينا
هل من زمان يعيد النبض يحيينا
يا ساقي الحزن لا تعجب في وطني
نهر من الحزن يجري في روابينا
كم من زمان كئيب الوجه فرقنا
واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا
جرحي عميق خدعنا في المداوينا
لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا
كان الدواء سموما في ضمائرنا
فكيف جئنا بداء كي يداوينا
* * *
هل من طبيب يداوي جرح أمته
هل من إمام لدرب الحق يهدينا
كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا
واليوم نبكي على الماضي ويبكينا
من يرجع العمر منكم من يبادلني
يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا
إنا نموت فمن بالحق يبعثنا
لم يبق شيء سوى صمت يواسينا
صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا
ليل تخفى طويلا في مآقينا
صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت
أنا قطعنا بأيدينا أيادينا
* * *
يوما بنينا قصور المجد شامخة
والآن نسأل عن حلم يوارينا
أين الإمام رسول الله يجمعنا
فاليأس والحزن كالبركان يلقينا
دين من النور بين الخلق جمعنا
ودين طه ورب الناس يغنينا
يا جامع الناس حول الحق قد وهنت
فينا المروءة أعيتنا مآسينا
بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت
ونحن في العار نسقي وحلنا طينا
بغداد تبكي وطهران يحاصرها
بحر من الدم بات الآن يسقينا
هذي دمانا رسول الله تغرقنا
هل من زمان بنور العدل يحمينا
أي الدماء شهيد كلها حملت
في الليل يوما سهام القهر تردينا
القدس في القيد تبكي من فوارسها
دمع المنابر يشكو للمصلينا
حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا
باعوا المآذن والقرآن والدينا
حكامنا أشعلوا النيران في غدنا
ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا
مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا
ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟
أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا
وأودعونا سجون الليل تطوينا
أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا
والأرض تسبى وبيروت تنادينا
أعدائنا أوهمونا آه كم زعموا
وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا
قد خدرونا بصبح كاذب زمنا..
فكيف نأمل في يأس يمنينا
* * *
أي الحكايا ستروى عارنا جلل
نحن الهوان وذل القدس يكفينا
من باعنا خبروني كلهم صمتوا
والأرض صارت مزانا للمرابينا
هل من زمان نقي يف ضمائرنا
يحيي الشموخ الذي ولى فيحيينا
يا ساقي الحزن دعني إنني ثمل
إنا شربناه قهرا ما بأيدينا
عمري شموع على درب المنى احترقت
والعمر ذاب وصار الحلم سكينا
كم من ظلام ثقيل عاش يغرقنا
حتى انتفضنا فمزقنا دياجينا
العمر في الحلم أودعناه من زمن
والحلم ضاع ولا شيء يعزينا
كنا نرى الحق نورا في بصائرنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]