وبدأت شمس الحقيقة تشرق أمام عيناي...
بدأت بعدما أغفلتني عنها سنيناً طويلة...
بدأت تظهر وكأنها أوراق سوداء...
ليتني لم أرها.... ليتني لم أعرفها...
نظرت في كل الإتجاهات....
وبحثت في كل الأماكن...
ولن أجدك... يا من لقبتي بحبيبتي...
يا من أوهمتني بحبك...
يا من عاهدتني على الحب والإخلاص...
لن أجدك ... ولا ادري ما سبب هذا الفراق
حين أدركت الحقيقة...
تفجر هذا البركان بداخلي...
بركان الحزن والألم...
تفجر ليقتلع الأخضر واليابس...
تفجر ليمحو كل معاني الحب بداخلي...
تفجر ليحرق كل أوراقك المغشوشة...
تفجر ليكشف لي حبك الزائف...
تفجر ليمحو كل تلك السنين المهدورة...
وليأخذ معه كل الذكريات...
لم تكن هذه نهاية قصتنا...
ولم تكن تلك الثمرة من شجرة حبنا...
لم أنتظر منك كل هذا...
لم أتوقع هذه النهاية لتكافئيني على حبي لك...
لتشكريني على وقتي الثمين...
وقتي الذي أمضيته معك بكل أرقامه... وبكل دقائقه وساعاته...
انت الآن مجرد ذكرى...
ذكرى في تاريخ حياتي...
ذكرى لا أتمنى أن تتكرر مرة أخرى..
ذكرى موجودة في عالم النسيان...
ورقة أضيفت إلى دفاتري ليحرقها البركان...
رسمت لي طريقاً مليئاً بالفل والياسمين...
ووصفته لي بالجنة الخضراء...
وطلبت مني أن أرافقك الطريق...
وما كنت إلا فريسةً لك...
ما كنت إلا ضحية ً بريئة...
ما كنت إلا آلة ً تستخدميها إلا حين...
لم أتوقع ماهي نهاية تلك الطريق...
فقد كنت أعمى...لا أرى إلا حبك في عيناي...
وضعتي كل ما تملكين من غدر وخيانة في تهاية تلك الطريق...
حفرتي كل الحفر لأقع وحدي...
لأسقط... كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف...
لأذبل... كما تذبل الأزهار من قلة الإهتمام....
ولم تكتفي بذلك...
بل وضعتي كل أشواكك في تلك الحفر...
لتصفي كل دمائي... وتنتزعي مني حياتي...
وبدأت تغطين كل الحفر بالرمال....
ولكنك لم تنجحي في ذلك....
لم تنجحي في قتلي...
فإرادتي أقوى من كل البراكين...
فسأحفر هذا القبر الذي وضعتني به بيداي....
وسأقتلع كل عظامي...
لأصنع سلماً للنجاة من تلك الحفر...
لأنجو ... وأعود إلى الحياة...
أعود وأبني هيكلي الجديد...
وأداوي كل تلك الجروح ببلسم الحياة...
أعود لأنتقم منك أيتها الشريرة...
أعود لأسترد منك كرامتي...
أعود لآخذ ثأري منك...
فأنتي اليوم رهينة ثأري...
فلن أدع مكاناً للرحمة في قلبي...
ولا مكاناً للحب بعد اليوم....